الامثال الشعبية واثرها في سلوكنا
محمد اسماعيل
تقال الأمثال الشعبية لانها من أبرز عناصر الثقافة الشعبية، فهي مرآة لطبيعة الناس ومعتقداتهم، لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم اليوميه، وتعكس المواقف المختلفة، بل تتجاوز ذلك أحياناً لتقدم لهم انموذجاً يُقتدى به في مواقف عديده، والامثال تساهم في تشكيل أنمـاط اتجاهات وقيم المجتمع. الأمر الذي جعلها محوراً أساسياً لاهتمام الكثير من العلماء والباحثين المعنيين بدراسة الثقافة الشعبية و بداية الأمثال الشعبية ونشأتها، ليست وليدة الساعه،بل لكل مثل شعبي حكاية تشكل أنموذج عيش وتماثل مع التجربة التي احاطت بمن ضرب به المثل.
والمثل فن قديم موغل في القدم، وقيل كان نتيجة تجارب وخبرات عميقة لأجيال ماضية، فتناقلها الناس، فعملت على توحيد الوجدان والطباع والعادات والمثل العليا، ولذلك يقول احد الباحثين في العادات وتقاليد الشعوب _( تعد الأمثال الشعبية حكمة الشعوب وينبوعها الذي لا ينضب عندما نسعى جادين في استخلاص الأمثال ذات الحكم والنصائح الايجابية التي تقوم بدور بناء وفعال في دفع عجلة المجتمع إلى الأمام باتجاه التطور والبناء، لذلك تعد الأمثال الشعبية وثيقة تاريخية، واجتماعية( أما فيما يتعلق بنشوء الأمثال فقد اكد المختصون على انه يمكن القول إنها كانت عبر مصدرين هما ?? الإنسان العادي الذي كان كلامه يعكس تفكيره الواقعي ?? والاخر الإنسان المفكر، الفيلسوف الذي حاول تعليل الظواهر وشرحها وتفسيرها، وهو ما نجده في كتب الآداب .. وان الكثير من هذه الأمثال مبني حول قصة واقعية أو حادثة معروفة في التاريخ ?? هناك أمثال كثيرة كما قيل بنيت على خرافة أو أسطورة أو حكاية من حكايا العامة ?? وهناك من يصنف الأمثال على وفق للغة التي وصلت إلينا بها (فصحى أو عامية) على وفق الغرض الذي قيلت من أجلهعلمي، ديني، سياسي، اجتماعي، اقتصادي...) ?? ?? او مبني على أخلاقيات وضوابط اجتماعية تدفع بأفراد المجتمع لاتباعها لأن فيها الحكمة والنجاة والربح، وهي احد واعظم الاساليب التربوية المتبعة في التعليموالتي ترسم بمجموعها صورة في الوجدان الشعبي ، ويرى البعض ان الامثال لم تكن وليدة نظام فكري وسلوكي بل هي رؤية الحضارة والماضي والمستقبل ، وقد نسج هذه الصوره اكثر من طرف بحيث ساهم فيها العلماء والعرافون وعلماء اللاهوت و الانسان البسيط وهذه صورة بقيت مهيمنة رغم مرور الوقت
اما عن تشابه الأمثال رغم سمة الخصوصية التي تتسم بها الشعوب. اي انه كلما تختلف الأمثال وتتباين في التعبير نجدها أيضاً تتماثل وتتشابه.ومردود هذا التشابه في جانب كبير منه إلى حقيقة هامة مضمونها أن الأمثال، في كل مكان وزمان هي واحده في جوهرها إنساني الطابع كما ينبغي عدم إغفال دور الانتشار الثقافي.
ويعتبر المثل الشعبي من أكثر فروع الثقافة الشعبية ثراء في اللغه ويعبر في معظم حالاته عن نتاج تجربة شعبية طويلة تلخص إلى عبرة وحكمة، وعليه يكون المثل معبرا عن عادات الشعوب وأسلوب عيشهم ومعتقدهم ومعاييرهم الأخلاقية.
والمثل هو ليس مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية، وإنما ناتج صراع مع الحدث تدفع الى قول احد الامثال إضافة لذلك فإن المثل الشعبي يؤثِّر مباشره في سلوك الناس. فالمعنى والغاية يجتمعان في كل أمثال العالم. وهذه الأمثال وإن اختلفت في تركيب جملها أو مدلول حكمتها أو سخريتها، فهي تبقى كتابا ضخما يتصفّح فيه القارىء أخلاق الأمة وعاداتها ويعتبر ايضا لونا أدبيا معبرا طريفا يلخص تجربة إنسانية، تتردد على ألسنة الناس.
ومن الملاحظ أن هناك بعض الأمثال الشعبية ترتبط ارتباطا وثيقا بالصحة والوصايا ، بل إن البعض منها ينطوي على مضامين تعتبر بالغة في الدقة والمصداقية
مصادر المثل الشعبي:
من الأمثال الشعبية ما تفرزها حكاية أو نكتة شعبية وقد يستعمل المثل بين الناس ولا يعرف قائله . ومنها ما اقتبس عن الفصحى بنصه أو شيء من التغيير الطفيف على لغتها واستمد من كتب التراث الأدبي أو من الأغاني الشعبية وكذلك ما هو عصارة تجارب وممارسات عديدة كانت تلجأ إليها بعض الشعوب، وهذا ما يدخل ضمن إطار ما يسمى بالطب الشعبي أو التقليدي وهناك أمثال تحمل بصمات معتقدات قديمة جدا، مما يشير إلى قدم هذا التراث الذي وصلنا وهناك امثال تحمل ملاحظات دقيقة لأعماق النفس البشرية، أو التجربة الإنسانية العامة لا شك بأن هناك أمثالا مستمدة من خلال التعامل مع شعوب وثقافات أخرى.
التناقضات في الأمثال الشعبية:
من المعروف بأن المثل يؤثر في سلوك الناس ولا بد أن نلاحظ أن كثيرا من الأمثال لا تتفق، بل قد تتناقض، لو وضعت جنبا الى جنب غير أن هذا التناقض ظاهري فقط.لأن التجارب والحالات شديدة التنوع، ولكل حالة تجربة مثل. ولو اقتصرت الأمثال على إظهار جزء من الخبرات الطيبة غير المتناقضة لما حق للدارسين أن يعدوا الأمثال صورة للفكر الشعبي وخبراته، وتظهر جزء من الصورة وخفي جزء. ووظيفة الأمثال ليس قطعا إظهار الناس في مظهر منطقي متجانس أمام الدارسين، بل إن الأمثال هي خزانة تراث تتراكم فيها صور الحياة وعبرها بكل تناقضاتها وتنوعاتها.
خصائص الأمثال الشعبية
إذا كانت الأمثال حكما شعبية شفهية مجهولة القائل وهي واسعة الانتشار بين العامة والخاصه ويعود سر ذيوعها وانتشارها إلى جملة خصائص امتازت بها منها الاصاله كثير من الأمثال المعروفة في البلاد العربيه هي قديمة الجذور مع أنها ليست بلفظها الفصيح، إنما طرأ بعض التعديل والتحريف في معانيها وألفاظها واشارت باحثة عراقية الى ان أسباب القول من ان أصلها العربي يعود للبعد الزمني القديم سر في ذلك الاختلاف وكثير من أمثال ما ورد ذكره في مؤلفات ترجع إلى سبعة قرون بعد أن أصابها شيء من التحريف، كما في "مجمع الأمثال" للميداني وفي "المستطرف من كل فن مستظرف" للأبشيهي، اللذَي٧ن جمعا عددا ضخما من الأمثال الشعبية العربية. ومن الامثال ما لم يعرف أصلها ولا مصدرها، مع ذلك بقيت حية وظلت الأجيال تتناقلها .تمتاز الأمثال الشعبية بسهولة حفظها وتناقلها على الالسن كما تمتازالامثال العربيه بالبلاغه _وهي ايجاز اللفظ وتركيزه، بالمعنى ودقته وببعد مغزاها، فهي تعبر عن المعنى الكثير باللفظ القليل، على طريقة خير الكلام ما قل ودل،ولا يخلو المثل من الموسيقى ففيها جرس موسيقي وتناغم بين ألفاظها وتناسق بين الجمل، وتجانس بين الأحرف، مما سهل حفظها، وساعد على تداولها بين العامة. وتأتي موسيقى الأمثال إما على السجع والفاصل، أو من اختيارها للأحرف المتجانسة ضمن الكلمات، والكلمات المتوافقة ضمن الجمل، ويحافظ المثل العربي على السجع غالبا سواء أقصرت الجملة أم طالت
أغراض الأمثال
لا يقول الإنسان كلاما إلا وله هدف من ورائه أو غرض يريد تحقيقه، وإلا عدّ هذا الكلام هذيانا وهراء. وكذلك حين تتردد الأمثال على ألسنة الناس، ندرك من خلالها روح هذا الشعب، وما يعمل فيه من نوازع، ونستكشف آراءه في مختلف شؤون الحياة ونظرته إلى الكون، كما وتعكس أمثاله بصدق، مشاعره وأحاسيسه وآماله وآلامه وأفراحه وأحزانه وتفكيره وفلسفته وحكمته. وبما أن هذه هي حالة الامثال الشعبية، فإننا نجد الكثير منها تتحدث عما وصلوا إليه ورفعوه من مرتبة الحكمة و أن الأمثال هي مرآة لكل قوم، لذا نرى الأمثال الشعبية ، هي السمه الأخلاقيه لسكان تلك المنطقة وعاداتهم وطبائعهم وأحوال معيشتهم. كما تصور عاداتهم المتوارثة في مجال المعالجات التقليدية ولطالما صورت الأمثال الشعبية في البلاد العربيه الحرمان الذي تعيش فيه العامة، وضيق ذات اليد فعندهم حاجات ضرورية يحلمون بها، ولا يستطيعون عمل جزء بسيط منها ومن هنا تصيبهم مختلف العلل.
ولاجل تسليط الضوء على هذا الموضوع والذي يعتبر الارث الثقافي للاسلاف وخزينا موروثا نابعا عن تجربة حية واقعية ساهمت في رسم الحياة اليومية وعبرت عن مدلول عميق بين العديد من التناقضات في الجد والايثار والكرم والسخرية والبخل.. الخ من الصفات التي يمتاز بها الانسان بكلام يسير بسيط بمعنى عميق.
التقيت بشرائح اجتماعية متفاوتة بالثقافة من اجل معرفة مدى ايمانهم بما يقول المثل الشعبي.
فكان راي الشيخ ناظم البديري مسؤول قسم الاعلام من مكتب الفضلاء الذي قال- ان المثل عبارة عن جملة قصيرة معدودة الكلمات ذات ايقاع متوازن يشد السامع لها تحمل بين مفرداتها دلالات كثيرة وكبيرة يقال بحكم حادث صورت هذا المدلول مثل قول (ام الجبان لا تفرح ولا تحزن) هذا المثل يضرب على الام التي لا ترجو من ابنها خيرا سواء دخل حربا او سلما وينطبق على كل انسان لا ترجو منه خيرا.
-هل ذكرت الامثال في القرآن الكريم؟
-الله سبحانه وتعالى يضرب المثل لافهام الواقع للناس لكن الواقع الالهي يختلف وان امثال القرآن هي من باب تقريب الصورة للمخاطبين وهنا نجد الاية الكريمة قال تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ يُن٧فِقُونَ أَم٧وَالَهُم٧ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَن٧بَتَت٧ سَب٧عَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُن٧بُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن٧ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:261) اي ان الوجه الالهي هو حث الناس على انفاق الاموال بالمشاريع التي تخدم الناس وكذلك الرسول العظيم في احاديثه الشريفة هي من باب تقريب الصورة الى السامع وفهم قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم (مثل اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك) وعليه ان الصورة الالهية للامثال هي من اجل الفهم.
-هل هناك فرق بين المثل والحكمة؟
-الحكمة بطبيعة الحال ناتجة عن خبرة ودراية وتكون ذات مضمون اعمق ونابعة من فلسفة ورؤيا ثاقبة للامور وينطلق بها شخص عارف او عالم او عالم بالاهوت ويستنبط كلامها ولغتها من دراسة واطلاع ويحث وتخضع كل فلسفة الى تحليل في التطبيق فهي في كل الاحوال فراسة ويقول عنها الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم (اتقوا فراسة المؤمن لانه ينظر بعين الله) اي ان الحكمة هي حادث نابع من صميم المجتمع وليس وليد ساعة والمثل هو حادث معين يقال فيه قول نتيجة تكرار يحدث مع احد الافراد مثلا احد الامثال الشعبية يقول (حشر مع الناس عيد) وهذا هو مفهوم خاطيء لان الناس ليس سواسيه ولو قاله حكيم لكان يقول (حشر مع المؤمنين عيد) لانه اعطى في هذا المفهوم صفة الخصوصية وليس الشمولية.
-كيف استطاع المثل العربي ان يرقى لهذا المستوى؟
-ان الرقي بالمثل العربي ناتج عن عملية صراع عاشتها الامة العربية سواء من اضطهاد ورعب وخوف واحتلال هذا جانب ومن جهة اخرى جمالية اللغة العربية واتساع مفهومها وتقارب الثقافات بين الشعوب العربية والدليل عليه في النص القرآني قال تعالى (لِإِيلافِ قُرَي٧شٍ)(قريش:1) (إِيلافِهِم٧ رِح٧لَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّي٧فِ) (قريش:2) من هنا يبدا التقارب اما عن طريق التجارة او عن طريق الغزوات والسير ولذا نجد ان كل الامثال ولكافة الامم تكاد تكون واحدة لكن تختلف فقط باللهجه او اللغة بين الاقوام.
وهناك حادثة في التاريخ الاسلامي حدثت بين عمرو بن العاص وقيس بن الاشعث عندما اطلق عمرو كلامه على قيس مستشهدا بقوله تعالى (كَمَثَلِ ال٧حِمَارِ يَح٧مِلُ أَس٧فَاراً )(الجمعة: من الآية5) فرد عليه قيس قائلا (انت كال*** ان تركته يلهث وان اتيت له يلهث) من هنا تبين عمق اللغة والثقافة بالمفهوم اللغوي اضافة الى تقارب العادات والتقاليد بين الناس.
-ولمعرفة اراء افراد مجتمعنا بالمثل واهميته كان للجريدة عدة وقفات.
-الاستاذ حسين شطاوي يقول- ان المثل هو عبارة عن حكاية صورت بكلمات معدودة ذات مفردات سهلة التفسير يفهم معناها كل من يسمعها واعتبر المثل هو نسيج ثقافي رائع بالغ في الدقة يعطي في نهايته ناتجا يكاد يكون حكمة ودستورا للناس وانا ااومن بالمثل الذي يقول واردده دائما (خير الناس من نفع الناس) لان من الضروري على كل انسان ان يقتدي بها لخدمة الاخرين ولتقوية اواصر المجتمع وبناء الحب والتسامح والمساعدة ونكران الذات في فعل العمل الصالح.
-اما الاستاذ حسنين عبد الرحمن الخزاعي يقول ان المثل هو عبارة عن اختصار للعديد من الكلمات واختزال للكلام وانا اعتبر كل انسان يتكلم بالامثال او الحكم او الاية القرآنية هو صاحب حنكه وذكاء اضافة الى ان المثل احياء للتراث وذكر الاجداد الذين رسموا هذه التجربة (بخير الكلام ما قل ودل) والمثل افضل من الشعر لانه لا يحتاج الى جهد في التفكير من اجل قافيته ولا يحتاج الى استذكار وانا امؤمن بالمثل الذي يقول (الى ما يسوقه مرضعه ضرب العصا لا ينفعه) وكذلك المثل الذي يقول (وجنت على نفسها براقش) والمثل الاول انا اعتبره نصيحة ايضا لكل ابناء الشعب العراقي على ضرورة توحيد الصفوف ونبذ كل الممارسات الخاطئة التي تصدر من البعض وخاصة ان مسالة الاخلاق تاخذ بالتناقص هذه الايام.
-في حين كان راي السيد محمد مسلم الوائلي انه كلام نابع من حادثه ذات مدلول عميق ومن نطق بها صاحب خبرة وعارف بالامور بصيرا باصدار الحكم واسع الادراك يمزج بين الحادث والكلام ليخرج بعدة كلمات بغاية الدقة مفهومه وسهلة وانا اهتم جدا بالامثال هذا التراث العربي العميق الصادر من حقيقة واقعية ولعصور سبقت ليوصلها المثل موروث ادبي فني واؤمن بالمثل (بفرح اليتيمه غاب الكمر) وكذلك المثل العربي (اتق شر من احسنت اليه) واعتقد ان هذه الامثال هي انعكاس لصورة المجتمع العراقي اليوم والذي احسن لكل دول الجوار ويقدمون لنا الاساءة وبافعالهم حتى القمر غاب عن فرحة الشعب العراقي بسقوط الطاغية.
-اما رجل المرور الذي يعاني طويلا من تصرفات بعض اصحاب المركبات بصورة غير مسؤولة ويقف في الشارع متالما من هذه الممارسات البعيدة كل البعد من القيم والعادات العراقية شرطي المرور نبيل جميل جابر الذي قال الامثال العربية والشعبية كثيرة وهي تقترب من واقع كل انسان ولو اراد ان يفصلها على مجريات الاحداث اليومية لوجد ان لكل دقيقة في اليوم ينطبق عليها مثل بسبب الكم الهائل والخزين الحضاري الذي ورثه من الاباء والاجداد والعراقي معروف بطبيعة تفاعله مع الحدث لذا نجد ابسط عراقي قادرا على قول عشرات الامثال لحادث معين وانا اؤمن وبحكم عملي وخاصة بالظرف الراهن بالمثل الذي يقول (ابعد عن الشر وغنيله) بسبب ان اغلب سائقي المركبات انعدمت الاخلاق لديهم ولا يرضون بالنصيحة والتوجيه محاولين استغلال الشارع.
-وكانت وجهة نظر علاء كريم العبد الله في الامثال بانها هي حكم من الماضي وحدثت نتيجة لواقعة اجتماعية اثارت شجون قائلها وهو يكاد يظاهي الشعر الشعبي في القول لان المسبب للحدث متفاعل مع الواقعة والمثل الذي يؤمن به (يا من تعب يا من شكه يا من على الحاضر لكه) واعتبر هذا المثل ينطبق على العراقيين كافة قولا وفعلا بسبب من تولوا المسؤولية وجدوها حاضرة امامهم وغيب كل عراقي ناضل ضد النظام السابق وصدام المقبور
وتدخل المواطن نبيل عباس المهجه في مداخلة على المثل الشعبي وقال هو تجربة ماضية قائلها بطبيعة الحال حكيم وصاحب خبره في الحياة وانا اؤمن بالمثل القائل (يوديك للشط ويرجعك عطشان) واعتقد ان هذا المثل عندما قيل لم يات من فراغ بل هو تجربة حية لطبيعة المجتمع لما يوجد فيه من ناس يمتازون بالحيله والدهاء.
-ويقول الاستاذ سامي حاكم معلم ابتدائية ان كل الامثال الشعبية تجد القول الموروث واختصار المفردات في تكوين المثل واروعها (كل شيء بالامل الا الزرع بالعمل) وهذا ما نحاول ان نغرسه في نفوس الصغار ليكون دستورا لهم في الحياة ويصبح القول ان المعلم شمعة تحترق لتنير درب الاجيال وها هو اليوم العراقي يقف من اجل البناء والمثابرة ولزرع القيم الاخلاقية والتي سعت الانظمة الجائرة الى تدميرها ولا احب ان اسمع المثل القائل (لما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره) لان العراق واحد وان وجدت شواذ فهذا لا يعني اننا نتخلى عن القيم والعادات العراقية.
وعقب المواطن ماجد عبد الرزاق العبد الله الى ان كل قول حكيم وراي سديد يهدف من ورائه خدمة الناس وتوجيههم على الطريق الصحيح ليس بالضرورة ان يكون مثلا او حكمة او بيت شعر فمثلا المثل القائل (حرامي لا تصير من سلطان لا تخاف) على الرغم من تشابه الكثير من الامثال العراقية الا انها تعطي نفس المضمون وهو ينطبق على كل انسان لا يسير بطريق غير مشروع ولا يخشى سطوه السلطان عليه.
اما الطالب نصير عبد - جامعة القادسية - قسم علم الاجتماع قال- ان المثل هو تجربة صحيحة كان نتيجة افرازات معينة لذلك ان في كل زمان ومكان تتجسد نفس الحكمة في القول ويبين العمق الحضاري والعادات والتقاليد لخزين من الاحداث بكلام بسيط ومفردات مفهومة سهلة الحفظ مثل المثل القائل (الحرامي الضحاك - فرخ البط عوام - ثلثين الولد على خاله)
الخاتمة- يمكن القول ان التشابه في التعبير واحد ولا يوجد تباين في التعبير فالكل اجمع على ان المثل هو ناتج عن تجربة دقيقية وواقعة والقليل من عبر عنها على انها يمكن ان تكون في بعض الاحيان ناتجة عن خرافة او حكاية وما دام الامر يتعلق بالانسان وطبيعة سلوكه اليومي فكان من الطبيعي جدا ان صادفته حادثة او قصة تثير شجونه وتدفعه لقول احد الامثال ومن الجدير بالذكر ان المثل يعكس عادات وتقاليد الامم السابقة وكان وريثا حضاريا للاسلاف السابقة اما من وجهة نظر القرآن والخطاب الالهي المثل هو ليس بالمعنى المعروف بين الناس بل هو لتقريب الصورة وكذلك احاديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم توجد فيها قسم منها الامثال اما الشعر واختلافه عن المثل لانه يتطلب الوزن والقافية والصورة العميقة التي تجعله مختلفا لتفسيره عن المثل لكن الاثنين ينطلقان من تجربة واحدة وهي الاحداث التي تثير شجون القائل..)