بينما تداهمك فكرة ما وتحفزك لانجازها لتحقيق أحلامك تجد أصوات أخرى بداخلك تواجهها وتحذرك من الإقدام عليها... شخصيات عديدة تعيش بداخلك وتشكل حياتك وقراراتك وفي بعض الأحيان تكون متضاربة... حاول أن تمعن التركيز في الأصوات التي تحرك قراراتك وتتصارع بداخلك أثناء التفكير ولمساعدتك على سماع هذه الأصوات دعنا نعد سيناريو محوره شيء تتمناه أو مشهد يضمك مع أحد أحلامك التي تتمنى تحقيقها، وانظر كيف ستكون ردة فعل الأصوات المتضاربة بداخلك .
الصوت الحالم : يقول لك " ماذا لو...؟ " ويفتح نافذة من التخيلات دون أن يشوش عليها بالتحليلات الدقيقة، وهو يدعمك بالأمل ويتحدث عن دور النية والعاطفة... إذا كان هذا الصوت مرتفعاً بداخلك ستجد أنه يحركك ويشوق الآخرين لآرائك ولكنه لايقدم آلية تساعد على حويل الأحلام إلى واقع.
الصوت المتشكك : تستمع لهذا الصوت دائماً وهو يقول " لا أعتقد أن هذه الفكرة صائبة !!" فيثير القلق بداخلك ويصفها وليام شكسبير بقوله " شكوكنا خائنة " لابد من معاقبتها وإخمادها قبل أن تسيطر على تفكيرك وتحد من عزيمتك على تحقيق أحلامك .
الصوت الواقعي : " فلتكن واقعياً " لو خفضت الصوت المتشكك قليلاً ستجده يتحول إلى الصوت الواقعي الذي يتسائل عن خطتك لتحقيق الحلم وعن الوقت والمال وغير ذلك، والتحدي هو أن لاتجعل الصوت الواقعي يتحول إلى متشكك... عليك أن تمنحه المساحة الكافية وتجيب على تساؤلاته دون أن تجعله يفرط في ذلك حتى لايعرض حلمك للخطر.
الصوت المحلق : هذا الصوت يقول " كل شيء ممكن فأطلق خيالك في آفاق بعيدة جداً وانطلق معها لتحقيقها " هو الصوت الذي لايعلو عليه غيره بداخل القادة والعظماء الذين تنظر إليهم بإعجاب.... فهم قد تعلموا أن بوسعهم استيعاب أحلامهم وتجسيدها دون أن يعرقلهم الفشل أو توقفهم العقبات.
وتنصح المدربة لبرنامج تحقيق الأحلام ( مارسيا ويدر ) بأن لاتترك الحيرة تحاصرك بين تلك الأصوات حتى لاتهدم حلمك فكل منها يمثل جزء مهم إلا أن الأصوات عندما تنطلق في وقت واحد يصعب الاستماع إليها أو الخروج بنتيجة لذلك لابد من أن تستمع إلى كل منها على حدى قبل أن تتخذ قرارك... كما تقدم في برامجها نموذج سهل التطبيق لتجاوز مرحلة الحيرة حيث تنصح بأن يحضر الإنسان ورقة ويرسم خط في منتصفها ويسجل في الجزء الأول تفاصيل حلمه وفي الجزء الثاني يسجل مقارنة توضح العلاقة أو المسافة بين حلمه وواقعه ويحدد أين يقف منها الآن مع الأخذ بعين الاعتبار أن الواقع قد تجد فيه أخبار سارة وأخرى سيئة وربما يكون مؤطراً بالخوف والشك... لكن، لايهم فالمهم أن تسجل ذلك كحقائق تحيط بك ومشاعر تتضارب بداخلك .
والآن اقرأ الورقة وحاول أن تحدد أين تجد نفسك بين حلمك وحقيقتك؟ في أيهما تود أن تعيش؟ ستختار الواقع إذا لم تكن لديك رؤية واضحة للحلم أو إذا لم يكن الحلم مجدياً... وستختار الحلم إذا كنت مستعداً لتحويله إلى واقع.