د. محمد بن حسين الجيزاني
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية
في القرآن نرى -غالباً- أن الله يخاطب الرجال، وكذلك الحال في الحديث النبوي، فلماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلقد جاء هذا السؤال على لسان أم المؤمنين أم سلمة –رضي الله عنها- حيث قالت: قلت للنبي –صلى الله عليه وسلم-: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ فنزل قول الله تعالى: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات...". [الأحزاب:35]الآية. مسند أحمد (26575)، وتفسير الطبري (22/10).
ولما كان القرآن الكريم قد نزل بلغة العرب، وجاء على طريقتهم في الخطاب فإن النساء يدخلن في خطاب الرجال؛ لأن العرب تغلّب المذكر على المؤنث، فيقول الرجل: ادخلوا، واخرجوا. وهو يقصد بذلك مخاطبة جميع الموجودين من ذكور وإناث، ولا يستقيم في لغة العرب أن يقول: ادخلوا وادخلن، واخرجوا واخرجن.
وقد علم أيضاً بأدلة الشريعة ومقاصدها أن التكليف بالأحكام الشرعية موجَّه إلى الرجال والنساء، فالجميع مكلفون ومخاطبون ومحاسبون ومثابون ومعاقبون.
هذا هو الأصل المطرد والقاعدة العامة، وهي اشتراك الرجال والنساء في جميع الأحكام سواء بسواء.
إلا أن هناك أحكاماً خاصة بالرجال دون النساء كتحريم الذهب والحرير ووجوب الجمعة والجهاد، كما أن هناك أحكاماً خاصة بالنساء دون الرجال كالحجاب ورعاية الأولاد وغير ذلك مما تقتضيه طبيعة كل من النوعين. والله أعلم.