صمت الأزواج
--------------------------------------------------------------------------------
أثبتت بعض الدراسات أن الصمت مشكلة تواجهها بعض الزوجات وهي موجودة في جميع أسر العالم، وقد قام أحد العلماء بتجربة تثبت هذه الآفة عند الرجال، حيث قام بتثبيت (ميكروفونات ) صغيرة في لباس مئة زوج ليسجل الحوار الذي يدور بين الزوجين خلال الأسبوع وألغى جميع الأصوات غير المفهومة، كما ألغى الكلام الذي لا يراد منه الحوار والمسامرة، وكانت النتيجة أن الأزواج لم يتحدثوا خلال الأسبوع أكثر من28 دقيقة علماً أن هؤلاء الأزواج لم يكونوا على خلافات ولا نزاعات، وهذا يعني أربع دقائق فقط في اليوم الواحد يتكلم فيها الزوج مع زوجته.
إن مشكلة صمت الأزواج مشكلة عالمية، ففي تقرير لمجلة ( بونته ) الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعاً من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج، وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة الزوجة من عدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما.
وقد يكون صمت الزوج نوع من العقوبة القاسية للزوجة، فقد أستخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه العقوبة عندما أراد أن يعاقب الثلاثة الذين تخلفوا عن المعركة فامتنع عن مكالمتهم والحديث معهم. فالصمت له آثار خطيرة في حياتنا الزوجية، قد يسبب الجفاء والبغض ووصولاً للطلاق أحياناً كما أنه سبب لبعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق. وصمت الأزواج منه الإيجابي ومنه السلبي، فصمت الزوج عن العتاب المستمر و النصيحة المتكررة والمقارنة المدمرة أو عن الغيبة والنميمة والشتائم هو صمت إيجابي، أما الصمت السلبي فهو انقطاع حبل الحوار والتفاهم وجسر المسامرة والمفاكهة، فقد أثبتت بعض التجارب أن 70 % من الخلافات الزوجية سببها عدم الفهم والاستيعاب.
أسباب صمت الأزواج
أولاً: من أهم أسباب هذه المشكلة بل وعلى رأسها هي عملية اختيار شريك الحياة، خاصة إذا تمت بلا توافق بين الطرفين من الناحية العاطفية والثقافية، أو بسبب فارق السن بينهما واختلاف العادات ونمط الحياة.
ثانياً: الأنانية بين الزوجين، فلا يلتفت الزوج إلا إلى إشباع ذاته ولا يهتم إلا برغباته الشخصية.
ثالثاً: بعض الأزواج أعمالهم قاسية مرهقة فيعود الزوج من عمله وهو بحاجة إلى الهدوء والراحة.
رابعاً: طبيعة نشأة الزوج فقد يكون ترعرع في بيت يفتقد إلى عنصر الحوار ويغيم سحابة الصمت القاتل في البيت وأجوائه.
وأفضل طريقة لك أيتها الزوجة حتى تجعلي زوجك يتحاور معك هو أن تفتحي له الحديث الذي يحبه، أو أن تسأليه عن خلافاته مع الموظفين في مقر عمله أو عن هواياته المفضلة، فهنا ستكون إجابته مطولة وحديثه بلا توقف.